صحيفة المصريون تكتب: الاتحاد العالمي أمل الأمة
بعدما استمعت للمفكر والأديب العربى الكبير الدكتور سمير العمرى رئيس الاتحاد العالمى للابداع الفكرى والأدبى أثناء الاجتماع الذي أقيم بالأمس والذي ضم نخبة متميزة وراقية من مفكرى وأدباء ومثقفي الأمة من كافة البلاد العربية والاسلامية، فإننى أستطيع أن أؤكد وكلي ثقة واطمئنان بأن هذا الاتحاد الذي ولد عملاقاً هو أمل الأمة العربية والاسلامية في تحريرها ثقافياً ، بعد أن تم أسرها في قفص ثقافات عولمية مناهضة سيطرت وعلا صوتها عقوداً لأسباب كثيرة معروفة.
والتحرير هذا ليس معناه مواجهة أو صدام أو استعلاء أو الدخول في عراك ثقافي وفكري مع الآخر ، فقد سعدت أيما سعادة عندما التقت أفكار المفكر الرائد العمرى مع أفكاري ورؤاي بهذا الشأن وهي مجمع عليها بين جميع رموز الاتحاد الكبار ورواده ، فالاتحاد رؤيته ومساره وغاياته انسانية جامعة ، لا حزبية ولا طائفية ولا سياسية ولا تنظيمية حركية مفرقة ، وهو يسعى لتحرير الصوت الابداعي والفكري من أسر الانفعال الحركي الضيق الذي تعامل مع الواقع حوله من منطلق الخصومة والاستعلاء والمفاصلة ، وتعامل مع الرموز المختلفة فكرياً وسياسياً باهمال أو جحود، وهو يسعى لاضافة رائدة مؤثرة متطورة شكلاً ومضموناً ، وليس مجرد اضافة كيان واسم تقليدي كصورة مكررة مما هو قائم.
الاحتكام سيكون للمضمون عند الحكم والتصنيف، ولن يقف الاتحاد عند الأسماء أو الانتماءات ؛ فهو يعتمد منهج التكاملية ويرى عند الآخر سواء الاقليمى والعربي أو العالمي والغربي الكثير مما يمكن الاتفاق بشأنه لتحقيق المقاصد العليا والقيم الانسانية المشتركة ، فلا نرفض – كما قال الدكتور عبد العزيز حمودة – النموذج الغربي بحجة أنه شر كله ولا نقبله بحجة أنه خير كله ، إنما نتعامل ونشارك ونتكامل مع الخير ونبني عليه.
وطبيعة ورؤية الاتحاد العالمي للابداع الفكري مستقاة من منهج الاسلام وطبيعته التكميلية الاصلاحية التصالحية مع الخير القائم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” ، فنحن نستكمل ونبني، لا نلعن ونشجب ونقصف ونخاصم ونعادى ونهدم.
نحن نمد أيدينا في الاتحاد الى الجميع ونقول لكافة المفكرين والأدباء والمثقفين على مستوى العالم: نحن نقبل ونشارك ونعمل مع كل من يحمل أشواقنا ويهتم بقضايانا ويسعى لغاياتنا ، نحن في صف واحد مع من ينصر حريات الشعوب واستقلالها وحقوقها وينصر الضعيف ويتحدث باسم الفقراء والمهمشين والمستضعفين في الأرض، وينصر قضايا السلام والمساواة والتكافل والحريات والعدالة ويرتقى بالمشاعر والسلوك الانساني ويعرف للمرأة قدرها وحقها في العطاء والحضور والابداع على كافة المستويات، ومع كل من يناهض العنصرية والجريمة والانحراف الأخلاقي والقيمي والطغيان والظلم والاستعباد.
الاتحاد يسعى بالفعل لتحرير الأمة ثقافياً واستعادة صوتها ومكانتها الريادية الحضارية الفاعلة والمؤثرة، وهذا ما أكدت عليه المفكرة والأديبة القديرة ربيحة الرفاعي فرموز الاتحاد ورواده مستخدمون بنضال حقيقي دؤوب لتصحيح مسارات الأمة العربية والاسلامية بل والانسانية جميعها، وهذا الطرح ترجمه المفكر الدكتور سمير العمري برؤية أراها ستتحقق باذن الله مع هذا الحماس الجماعي والهمم الكبيرة والارادة الصلبة التي توفرت في نخبة ضمت أهم الأصوات والأقلام الفكرية والأدبية والتي اجتمعت من المشرق والمغرب والشمال والجنوب لتستقطب المزيد من العقول والأقلام والأصوات على نفس الهمة والارادة والمقصد.
فهناك – كما أكد الدكتور سمير العمرى في كلمته الشاملة – مشاريع تحمل الرؤية والغاية التحريرية تصل لمستوى خلق البديل الثقافي العالمي المكافئ مادياً ومعنوياً للمبدع والمفكر الحقيقي صاحب المنجز الخلاق الداعم لقضايا الأمة الحقيقية ، وليس الهائم على وجهه بفكر وأدب مشوش طمعاً في تكريم أو جائزة ابتكرت خصيصاً لهذا الفكر والابداع المشوش.
وهذا من شأنه رفع شأن الأمة الثقافي وتحريرها من الأسر البغيض وتفادي الأخطاء الجسيمة في الحقل الابداعي والفكري التى شتت الجهود وخذلت القضايا وأوهنت المناعة في مقابل دعم الحضور والتفوق للكيانات العالمية والاقليمية الداعمة للأصوات المشوشة ، بالرغم من أنه الفرع المستثنى من ثقافة الأمة.
المشاريع والفعاليات العملاقة تم وضع التصور العام لها خلال الاجتماع ، وسننشر تفاصيلها في حينها وستكون أظهر وأوضح وفي متناول الجميع للاسهام والمشاركة عند اقامتها على أرض الواقع ان شاء الله ، لذا ينتظر الاتحاد مشاركة واقبال أحرار الأمة من مثقفيها ومفكريها ومبدعيها ، وسنكون باذن الله على الموعد معاً دائماً لتحرير الأمة ثقافياً واستعادة مكانتها الحضارية.