قالوا عن الاتحاد

الشاعر الكبير د. مازن لبابيدي

لقد اختص الخالق سبحانه وتعالى الإنسان بخصيصتين ما أعطاهما غيره ، العقل والنطق ، عقل يتأمل ويتفكر في الكون ويسعى للفهم ويتخيل ويبحث عن حلول ويحتال للبقاء والنجاح والرقي ، ونطق يربطه بأفراد مجتمعه يعبر به عن داخله ويصف أحاسيسه ومشاعره وينقل أفكاره إليهم ويتفاعل معهم ، وبوجود الذكاء والذاكرة يتحول كل ذلك إلى سجل يحفظ ويضيف إلى التجربة البشرية الكلية مفاهيم جديدة وخبرات مفيدة ووسائل مبتكرة.

هذا الترقي في المجتمع الإنساني لا يحدث بشكل خطي صاعد وثابت عند جميع أفراده ، وإنما لا بد له من خطوات كبيرة أو قفزات يقوم بها بعض الأفراد بحسب مواهبهم في مختلف المجالات يتقدمون بها المجمتع ويتقدمون به في أبعاد أعمق من قبل ويفتحون ويرودن آفاقا جديدة لا يجرؤ غيرهم عليها . هؤلاء … هم المبدعون .

لولا الإبداع لبقي الإنسان يعيش في الكهف ولما رأينا على جدار ذلك الكهف الرسومات التي تظهر أدواته التي اخترعها وتحكي لنا قصص صيده وصور حياته بعد آلاف السنين .

أيها المبدعون ، لا يمكن للمبدع أن يتابع إبداعه بشكل طبيعي إيجابي ما لم يلق المساندة والتقدير ويتمتع بالحرية والحماية التي أمنها ذلك الكهف للمبدع الساكن فيه ، ولا يمكن للإبداع أن يثمر في المجتمع الإنساني كذلك ما لم يجد الوسط المناسب لنشره وحفظه من الضياع والسرقة والإتلاف والتزوير تماما كجدار ذلك الكهف القديم .

لهذا الهدف وغيره برزت فكرة تأسيس الاتحاد العالمي للإبداع الفكري والأدبي الذي نزف إليكم إنطلاقته وندعوكم للانضمام إلى ركبه والمساهمة في تحقيق أهدافه.

مقالات ذات صلة